فرقة الشارع!
ماذا يحدث بالضبط؟
أهى ثورة على التقليد؟
أم قلة إمكانيات؟
أم تذوق خاص جدا لإيقاع الشعر الساحر عند فؤاد حداد
إن هذه الفرقة ، فرقة الشارع كما أسموا أنفسهم يغنون تقريبا فى الشارع لجمهور الشارع
لم أر غير ثلاثة أفراد هم كل أعضاء الفرقة ، شاب وفتاتين
عرضت لهم قناة الجزيرة أمس فقرة مما يقدمونه ضمن برنامج وثائقى عن شاعر العامية الراحل فؤاد حداد
عرف شاعرنا بالمسحراتى التى لحن حلقاتها الشيخ سيد مكاوى ، ذلك الفنان المتذوق للفن الشعبى الخالص والأصيل ، والقادر على التعبير عنه كما لم يقدر أحد
وفؤاد حداد صاحب انتفاضة "الأرض بتتكلم عربى" فى أعقاب حرب يونيو ، والتى لحنها وغناها سيد مكاوى أيضا
استمعت إلى شباب الفرقة يؤدى "حيوا أهل الشام" دون موسيقى مصاحبة ودون إيقاع غير تقاطيع الصوت البشرى
يبدو أنهم مسحورون بالإيقاع اللفظى والتراكيب المتناسقة المتناغمة فى الكلام لا يريدون أن تفقد إلى سحر الموسيقى وقوة جذبها
تعليق قيل فى البرنامج : أن اسم فؤاد حداد أخذ يكبر بعد وفاته ، بدليل حفظة أشعاره من الشباب الذى لم يعش زمنه ولم يعاصر أحداثه ، وربما هذا شأن العديد من الشعراء والفنانين
ولكن هذه الفرقة العجيبة نشدك إلى مواطن موسيقى الشعر وتبرزها لك بتأكيد تام
بعض الإيقاع يصاحب أصواتهم عند الاقتراب من نهاية القصيدة ، ثم نغمات بسيطة على أوتار العود تندمج معها الأصوات البشرية شيئا فشيا لتكوين لوحة موسيقية ترتكز تماما على موسيقى الشعر
لا أدرى إن كان مخرج هذا العمل البسيط فى شكله العميق فى مغزاه يدرك أن هذه مدرسة كبرى فى التلحين
هل يدرك أن سيد درويش هو من استعاد هذه المدرسة إلى فن العصر الحديث بعد طول إهمال منذ عصر الموشحات الأندلسية ، ولو أن جذورها اصلية تعود إلى قواعد التجويد
وهل يعرف شباب الفرقة أنهم يقدمون أصلا من أصول التلحين رفم خلو عرضهم تقريبا من الموسيقى والآلات!
أم أنهم وراء الصورة الشعرية والصورة الشعبية فقط لاغير؟
نرجو ممن تعرف إلى هذه الفرقة تسليط المزيد من الضوء عليها لنعرف ماذا بالضبط يقصدون !
.